وأنا صغير..كان عندى كراسات مسطرة.. أخذتها من المدرسة ويا الكتب...وكانت فيه واحدةبتاعت الانجليزى - اللي مسطرة أربع أسطر دي- مكنتش أحب أفتحها بصراحة.. دايما بتبقى مليانة علامات حمرة وفيها أوحش الدرجات...ـفي الصيف بقى.. كنت بقطع منها الورق المكتوب فيه وأستعمل الصفحات الفاضية اللي تفضل , كنت باكتب فيها كلام بالعربى على الأربع سطور...و الحلو بقى .. إنى كنت باكتب على كراسة المدرسة.. كل الحاجات اللي غيظاني منها..جلدة الكراسة من ورا كان فيها تعليمات شكلها جميل ومثالي.. بس مش كل الكلام اللي فيها كان حقيقي.. أو كان نصها بيتعمل فى المدرسة.. أما في الشارع لأ..أنا عن نفسي كنت بحب أطيع التعليمات.. وكنت بنفذ اللي مكتوب على جلدة الكراسة.. المشكلة ظهرت لما رحت الجامعة .. وابتدى زمايلى في أول سنة يضحكو عليا.. ساعتها حسيت إني غريب.. ومش هسلك بينهم..فقطعت من حياتي الجلدة.. وسيبت الكراسة.. وعملت اللي كتير غيري عملوه...والحياة مشيت.. والجلدة من بره في المدارس بتقول كلام.. واحنا عايشين كلام تاني...النهاردة بعد ما بقى عندى عيلة .. وشوفت ولادي في نفس حيرتي.. بقى نفسى ترجع تانى الحياة واحدة فى الكراسة والكتاب و على الحيطة و الشوارع
سامح جندي
Pages
▼
No comments:
Post a Comment